Follow us on Steam Follow us on FB Follow us on Twitter Subscribe on Youtube

الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ

    [FONT=""][COLOR=""]
    الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ

    ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ .
    لا ينبغي أنْ يزهد فيهِ – أي الأخ- لخُلُقٍ أو خُلُقَيْن ينكرُهما منهُ، إذا رضي سائر أخلاقِه ، وحمِد أكثرَ شِيمِه ، لأنَّ اليسير مغفورٌ ، والكمال مُعوزٌ ، وقدْ قال الكِنْديُّ : كيف تريدُ منْ صديقِك خُلُقاً واحداً ، وهو ذو طبائع أربعٍ . مع أنَّ نفْس الإنسانِ التي هي أخصُّ النفوسِ به ، ومدبَّرةٌ باختيارِه وإرادتِه ، لا تُعطيه قيِادها في كلِّ ما يريدُ ، ولا تُجيبُه إلى طاعتِه في كلِّ ما يجبُ ، فكيف بنفسِ غيرِه ؟! ﴿كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ﴾، ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ .
    وحسْبُك أنْ يكون لك منْ أخيك أكثرُه ، وقدْ قال أبو الدرداءِ – رضي الله عنه - : مُعاتبَةُ الأخِ خَيْرٌ منْ فقْدِه ، منْ لك بأخيك كلِّه ؟! فأخذ الشعراءُ هذا المعنى ، فقال أبو العتاهية :
    أَأُخيَّ منْ لك مِن بني الد
    نيا بكلِّ أخيك منْ لكْ

    فاسْتبْقِ بعضك لا يَمَلُّـ
    ـك كلُّ منْ لم تُعْطِ كُلَّكْ

    وقال أبو تمامٍ الطائيُّ :
    ما غبن المغبون مِثْلُ عقْلِهِ
    منْ لك يوماً بأخيك كُلِّهِ

    وقال بعضُ الحكماء : طَلَبُ الإنصافِ ، مِنْ قلَّةِ الإنصافِ .
    وقال بعضُهم : نحنُ ما رضِينا عنْ أنفُسِنا ، فكيف نرضى عنْ غيرِنا !!
    وقال بعضُ البلغاءِ : لا يُزهدنَّك في رجلٍ حمدت سيرته ، وارتضيت وتيرته ، وعرفت فَضْله ، وبطنت عقله – عَيْبٌ خفيٌّ ، تحيطُ به كثرةُ فضائلِه ، أو ذنبٌ صغيرٌ تستغفرُ له قوةُ وسائلِه ، فإنك لنْ تجِد – ما بقيت – مُهذَّباً لا يكونُ فيه عيبٌ ، ولا يقعُ منه ذنبٌ ، فاعتبرْ بنفسك بعدُ ألاَّ تراها بعينِ الرضا ، ولا تجري فيها على حُكمِ الهوى ، فإنَّ في اعتبارِك بها ، واختبارِك لها ، ما يُواسيك مما تطلبُ ، ويعطِفك على منْ يُذنبُ ، وقد قال الشاعرُ :
    ومنْ ذا الذي تُرضى سجاياهُ كلُّها
    كفى المرء نُبلاً أنْ تُعدَّ معايبُهْ


    وقال النابغةُ الذُّبيانيُّ :
    ولست بمُسْتبْقٍ أخاً لا تلُمُّهُ
    على شعثٍ أيُّ الرِّجالِ المهذَّبِ

    وليس ينقضُ هذا القول ما وصفناهُ منْ اختبارِه ، واختبارِ الخصالِ الأربع فيه ، لأنَّ ما اعوز فيه معفوٌّ عنهُ ، هذا لا ينبغي أنْ تُوحشك فترةٌ تجدُها منهُ ، ولا أنْ تُسيء الظَّنَّ في كبوةٍ تكونُ منه ، ما لم تتحقَّق تغيُّره ، وتتيقَّن تنكُّره ، وليصرفْ ذلك إلى فتراتِ النفوسِ ، واستراحاتِ الخواطرِ ، فإنَّ الإنسان قد يتغيَّرُ عنْ مُراعاةِ نفسِه التي هي أخصُّ النفوسِ به ، ولا يكونُ ذلك منْ عداوةٍ لها ، ولا مللٍ منها . وقدْ قيل في منثورِ الحِكمِ : لا يُفسِدنَّك الظَّنُّ على صديقٍ قد أصلحك اليقينُ له . وقال جعفرُ بنُ محمدٍ لابنِه : يا بُنيَّ ، منْ غضب من إخوانِك ثلاث مرَّاتٍ ، فلمْ يقُل فيك سوى الحقِّ ، فاتخِذْه لنفسِك خِلاّ . وقال الحسنُ بنُ وهبٍ : منْ حقوقٍ المودَّةِ أخْذُ عَفْوِ الإخوانِ
    ، والإغضاءُ عن تقصير إن كان . وقد روي عنْ عليٍّ – رضي اللهُ عنهُ – في قولِه تعالى : ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ ، قال : الرِّضا بغيرِ عتابٍ .
    وقال ابنُ الروميِّ :
    همُ الناسُ والدنيا ولابُدَّ منْ قذىً
    يُلِمُّ بعينٍ أو يُكدِّرُ مشْربا


    ومنْ قلّةِ الإنصافِ أنَّك تبتغي الـ
    ـمُهذَّب في الدنيا ولست المهذَبا



    وقال بعضُ الشعراءِ :
    تَوَاصُلُنا على الأيامِ باقٍ
    ولكنْ هجرُنا مطرُ الرَّبيعِ


    يرُوعُك صَوْبُهُ لكنْ تراهُ
    على علاَّتِهِ داني النُّزُوعِ


    معاذ اللهِ أنْ تلقى غِضاباً
    سوى دلُ المطاعِ على المُطيعِ


    ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً﴾
    تريدُ مُهذَّباً لا عيب فيه
    وهلْ عُودٌ يفُوحُ بلا دُخانِ


    ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ .
    [/COLOR][/FONT]
    sigpic
    شكري وتقديري لك اخي السامر على الاهداء الجميل
  • #2

    رد: الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ

    الله يجزاك عنا كل خير

    ولا يحرمك الاجر والثواب

    طرح رائع ومميز

    ننتظر جديدك

    دمتي بالف خير
    لي قلب " ما يحقد ولا يحسد ولا يغتاب "= لان الناس من تخطي لها رب يجازيها

    ولا أندم على البائع ولا أحزن على اللعاب =" وناس ما تقدرني أطنشها وأجافيها

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))([1]).

    تعليق

    • #3

      رد: الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ

      بارك الله فيك اختي دمعه

      وتسلمين على الموضوع الطيب

      لك شكري
      sigpic
      شكراً لك اخي السامر على الإهداء

      تعليق

      • #4

        رد: الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ

        [FONT=""][COLOR=""]اخي السامر بارك الله فيك وفي ردك الطيب
        الله لايحرمك اجر دعائك ويجعل لك منه النصيب الاوفر

        دمت بخير وعافيه ~[/COLOR][/FONT]
        sigpic
        شكري وتقديري لك اخي السامر على الاهداء الجميل

        تعليق

        • #5

          رد: الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ

          [FONT=""][COLOR=""]اختي رياح
          بارك الله فيك وفي ردك الطيب
          الله لايحرمك اجر دعائك ويجعل لك منه النصيب الاوفر

          دمت بخير وعافيه ~[/COLOR][/FONT]
          sigpic
          شكري وتقديري لك اخي السامر على الاهداء الجميل

          تعليق

          يعمل...
          X